“أنا مش أقل: رحلة القبول والرضا في مواجهة ضغوط المجتمع”
مرت ثلاث سنوات منذ أن تزوجت.
كلما تجمّعنا مع الأصدقاء أو العائلة، كان السؤال نفسه يُطرح بشكل غير مباشر، ولكن كأنه سكين يغرز في القلب:
“لماذا لم تحملي بعد؟ هل فكرتِ في الأطفال؟”
كنت أبتسم، ولكن ابتسامتي كانت ثقيلة، مثل حمولة لا أستطيع التخلص منها.
ففي كل مرة أتأخر فيها الدورة الشهرية، كان الأمل يشرق في عيني، ثم ينطفئ سريعًا بعد أيام قليلة، لأواجه الحقيقة المرّة:
“الأمر ليس بيدي.”
الذهاب إلى العيادة كان أصعب من أي لحظة أخرى.
الطبيبة نظرت إليّ بنظرة محايدة وقالت:
“هناك صعوبة في الحمل… احتمالات الحمل الطبيعي ضئيلة.”
خرجت من العيادة وأنا أشعر وكأنَّ السماء قد انقضت عليَّ، وكأنَّ الأرض اهتزّت تحت قدميَّ.
ولكن ماذا بعد؟
كان هذا هو قدري، وكان عليّ أن أواجهه.
المنزل، الذي كان يضج بالأمل في البداية، أصبح مكانًا يتردد فيه صدى أسئلة الناس الجارحة:
“هل فكرتِ في العلاج؟”
“هل تعتقدين أن المشكلة منكِ؟”
لكن لا أحد كان يعرف ما شعرت به في داخلي.
لا أحد يعلم كيف كان قلبي ينفطر كلما نظرت إلى طفل صغير في الشارع، أو كلما سمعت خبر حمل إحدى صديقاتي.
لا أحد يعلم كيف كنت أواجه دموعي وأنا أبتسم في وجه الجميع.
لكنني في يوم من الأيام، بدأت أفهم شيئًا مهمًا.
أنني لست ناقصة، ولا أقل من أي امرأة أخرى.
لا يهمني ما يقوله الناس، ولا يعنيني ما يفكرون فيه.
الطفل رزق من الله، وقد يكون مكتوبًا لي في يومٍ من الأيام، وقد لا يكون.
بدأت أتقبل الحقيقة:
أنني كاملة، حتى وإن لم أكن أمًا بعد.
أنني إنسانة، لا تحدد قيمتي قدرتي على الإنجاب.
وأن الله قدّر لي حياة مليئة بالإيمان والصبر، وهذه هي أكبر نعمته.
الرضا بالقضاء والقدر ليس ضعفًا، بل هو القوة الحقيقية.
لأنني في النهاية، لستُ أقل من أي شخص آخر.
“مش دايمًا يكون السؤال بريء… أحيانًا بيكون خنجر.
خلونا نوقف نحاسب النساء على أشياء مش بإيدهم.
اقرؤوا المقال وفكروا: هل فعلاً الإنجاب هو مقياس المرأة؟”
ارجو دعم يالتعليق